vendredi 10 juin 2011

مفهوم الكتابة في النظريات النقدية الحديثة

مفهوم الكتابة في النظريات النقدية الحديثة

تمهيد:
لا أحد ينكر أن أسئلة الكتابة قد تَجدَّد طرحُها أكثر من مرة- وما تزال تطرح إلى اليوم- دون أن يتوصل أحد إلى إجابة نهائية أو تعريف حاسم وقاطع، ولا شك في أن هذه المقاربات لا تخلو من إضافات وتراكمات تثري المنجز النظري والنقدي فيما يتعلق بسؤال الكتابة، ومن هذا المنطلق يكون التعريف بأبرز المحاولات التي عُدَّت مقاربات مختلفة لمفهوم الكتابة وتركت أثرها في المنشغلين بالكتابة نقدا وممارسة أو تنظيرا وإبداعا، خطوة ضرورية وهامة للإحاطة بهذا المفهوم ولمَ لا تطويره أو على الأقل إثراؤه. فما الكتابة إذن؟

  1. المقاربات الغربية للكتابة:
1.1.             الكتابة والقراءة (جماعة تال كال):
تعد جماعة تال كال Tel Quel من أولى المحاولات الحديثة لمقاربة الكتابة التي لم تفصل الكتابة عن القراءة بل قدمت محاولة للتقريب بينهما تجعل النص ليس فضاء تعبيريا وإنما فضاء افتتان وافتنان يكف فيه القارئ عن أن يكون متلقيا ليشارك الكاتب في عملية الإنتاج، ويصبح منتجا ثانيا للنص إن لم يكن مبدعا من نوع خاص. ومن هذا المنظور تصبح العلاقة بين الكتابة والقراءة مماثلة لتلك التي تقوم بين الدال والمدلول باعتبارهما وجهي العلامة اللغوية لا يقبلان الفصل.

2.1.           الكتابة واللذة (رولان بارت):
تلت هذه المحاولة مقاربات متعددة لعل أبرزها وأسبقها مقاربة رولان بارت للكتابة مقترنة بمفهوم اللذة. فالكتابة في نظره ليست وسيلة اتصال ولا هي تعبير عن ذاتية الكاتب وإنما هي استخدام خاص للغة فيه الكثير من الإيحاء والغموض والخيال والتلذذ والهلوسة. ويتداخل في عملية الكتابة المستوى اللاواعي مع اللغة الواعية، وتخلق لغة شارحة لنصوص جديدة، وينغمس الكاتب في لذته النصية مستمتعا بالقراءة/الكتابة. ويرى بارت أن لذة الكاتب تتمثل في بحثه عن القارئ وفي خلقه لفضاء المتعة، ف"في الفضاء إمكان لجدل الرغبة وإمكان أيضا لفجاءة المتعة"[1]. ولذلك فإن على الكتابة نفسها أن تعطي الدليل للقارئ بأن النص يرغب فيه. وعلاقة الكتابة باللذة لا تخص نصوص المتعة أو الكتابة الشبقية بل تتعلق بالكتابة عموما ولهذا يتحول بارت من اهتمامه بنص اللذة- وإن لم يهمله-إلى الاهتمام بلذة النص إلى حد يعرف فيه الكتابة بكونها "علم متعة الكلام"[2]. ورغم إقراره بصعوبة دراسة لذة النص دراسة موضوعية واصفا لها بأنها "هشة" و"عابرة" وبأنها "ليست أكيدة" ولا دائمة ولا متكررة، فإنه يذهب إلى أن للكتابة الشبقية مظاهر تدل عليها، منها توفرها على شرطين متعارضين على أن يكون كلاهما مفرطا وذلك إذا تكررت الكلمة تكرارا مبالغا فيه أو على العكس من ذلك، إذا كانت مباغتة وغضة بجدتها[3]. ومثلما للذة صلة بالكتابة فإن لها صلة كذلك بالكاتب في بعديه النفسي والثقافي: في البعد الأول تنشأ اللذة عن علاقة تجربة الكتابة بالكشف عن أنواع العصاب التي يعاني منها المؤلف أو جسده، وفي البعد الثاني تعبر الكتابة عن الصراع بين نزعة الموافقة الثقافية والميل الباذخ إلى التحطيم، تحطيم الأشكال اللغوية السائدة[4].
وبالإضافة إلى مقاربة الكتابة في علاقتها باللذة في كتابه "لذة النصّ"، اهتم كذلك بنوع مخصوص من الكتابة وهي الكتابة الأدبية أو ما سماها ب"الدرجة الصفر من الكتابة"[5].  ومن أهم ما جاء في هذا الكتاب تمييزه بين الكاتب écrivant  والمؤلفécrivain  : فالكاتب هو الأدنى لأن اللغة عنده وسيلة لغاية غير لغوية، فهو كاتب متعدّ يحتاج إلى مفعول مباشر وهو يقصد أن يكون لما يكتبه معنى واحد هو المعنى الذي يريد نقله للقارئ. أما المؤلف وهو الأعلى وشخصية أكثر مهابة، فإنه يقف اهتمامه على الوسيلة- التي هي اللغة-بدلا من الغاية أو المعنى، إنه مشغول بالكلمات لا بالعالم[6]. ونظرا إلى ما في هذا التمييز من تبسيط واختزال- إذ لا يخلو الكاتب من اهتمام بالوسيلة أي اللغة ولا يخلو المؤلف من اهتمام بالمعنى- يعترف بارت بأن الكاتب الحقيقي هو خليط من الكاتب والمؤلف. ولكن هذا التداخل ليس مانعا للتمييز بينهما على أساس أن المؤلف ينتج نصا بينما لا ينتج الكاتب إلا عملا، والنص هو الذي يستحق الاهتمام، لأنه يُستكتَب scriptible أو هو قابل للكتابة لأن القارئ يعيد كتابته أثناء قراءته له. أما العمل الذي ينتجه الكاتب فهو قابل للقراءة فقط lisible [7].
     
1.3.             الكتابة والاختلاف (جاك دريدا):
يعد جاك دريدا بعد بارت محاولة أخرى هامة في مسار التنظير للكتابة مفهوما وتجربة، ولعل أبرز ما جاء به هذا المفكر بحثه في علاقة الكتابة بالاختلاف وتنظيره لها باعتبارها "علما". وتركز هذا المشروع أساسا على إعادة النظر في منزلة الكتابة مقارنة بالكلام (أي المشافهة) مخالفا كل سابقيه خاصة منهم فرديناند دي سوسير[8]، ففي كتابيه الأساسيين "الكتابة والاختلاف" ((l’écriture et la différenceو"في علم الكتابة" (de la grammatologie) يعتبر مصطلح الكتابة مساهمة فعلية في إعطاء هذا المكتوب مكانة مرموقة بعد أن تمركز الفكر الغربي لقرون عديدة حول الكلام المنطوق[9]. فهو خلافا لهؤلاء لا يعتبرها دون الكلام ولا هي إخفاء له أو تشويه أو تكملة هامشية له ولا هي ناقصة لاقترانها بالغياب أو في أفضل حالاتها استعادة غير مباشرة للحضور، وإنما الكتابة- في نظره- هي في الواقع الشرط المكون للغة ذاتها[10]. وقد أثبت دريدا من خلال قراءته لسوسير وهوسرل وغيرهما أن الكلام نفسه شكل من أشكال الكتابة لأن صفة الغياب التي كان يظن أنها تميز الكتابة عن الكلام هي بالذات صفة الرموز عامة. ويذهب دريدا ومن جاء بعده إلى أكثر من ذلك، إذ لا يعتبر الكتابة مجرد تدوين لكلام وتثبيت للمنطوق أو حتى المفكر فيه، وإنما هي إعادة بناء للوعي: إنها تخلق ما سماه هيرش "لغة طليقة من السياق" أو ما سماه أولسن "الخطاب المستقل" وهو خطاب لا يمكن مساءلته أو معارضته على نحو ما يحدث في الخطاب الشفاهي، ذلك لأن الخطاب المكتوب منفصل عن مؤلفه. أضف إلى هذا أن من يؤلف النص أو "يكتبه" يكون أثناء إنتاجه منفردا لذلك فالكتابة تتمتع ب"مركزية الأنا"[11]. ولا ينكر هؤلاء أن الكتابة قد تخلق الانقسام والاغتراب، غير أنها تأتي أيضا بوحدة عليا، فهي تركز الإحساس بالنفس وتعزز مزيدا من التفاعل بين الأشخاص. إن الكتابة من هذا المنظور تزيد من حدة الوعي.

4.1. الكتابة والتناص (جوليا كريستيفا):
لا يمكننا بحال من الأحوال أن ننهي الحديث عن أبرز المقاربات الغربية الحديثة لمفهوم الكتابة-وخاصة منهم جوليا كريستيفا وميخائيل باختين-دون أن نعرض ولو بإجمال لمفهوم التناص الذي سماه منذر عياشي بالكتابة الثانية أو الكتابة/القراءة كما سنرى لاحقا، لأنه مفهوم مركزي في مبحث الكتابة عامة، والكتابة الأدبية خاصة. وينبع هذا المفهوم من القول بتداخل النصوص وأشكال الكتابة في النص الواحد، فالكتابة باعتبارها فعلا ثقافيا وإبداعيا لا تحاول إعادة صياغة الواقع كما يراه المبدع فحسب، بل تحاول كذلك إعادة صياغة الكتابات السابقة، فهي تمتص العديد من النصوص والمصادر المتنوعة، وتخضعها لعملية الهدم والبناء، وتوظفها بطريقة جديدة وغير مباشرة. والمهم في هذا المفهوم، أن التناص ليس عملية اختيارية وإنما الكاتب لا يكتب إلا انطلاقا من القراءات السابقة، وحتى ما يسمى بالكتابة الشخصية أو الذاتية لا يمكنها أن تكون كتابة ما لم تكن قراءة لنصوص أخرى وكل نص يحتفظ قليلا أو كثيرا بأثر القراءات السابقة. إن نظرية التناص تستبدل النص الكامل الجامد المسيج بقدسية شكله وفرادته بالنص المنفتح الذي يقع عند ملتقى مجموعة من النصوص الأخرى يعيد قراءتها ويؤكدها ويكثفها ويحولها ويعمقها. ومهما يدعي الكاتب أنه يكتب متحررا من التأثيرات النصية أو الثقافية فقد أثبتت الدراسات والنظريات النقدية أن أي شكل أو أسلوب للكتابة ليس تعبيرا حرا عن شخصية المؤلف، فالكتابة مشحونة دائما بقيم اجتماعية وإيديولوجية واللغة ليست بريئة مطلقا. وهذا يعني أن اللغة أو الأسلوب قوتان تمتلكان سلطة تمارس على الكاتب: الأولى عبارة عن المقومات والخصائص المشتركة بين الجميع، والثانية هي التصرف الخاص والإبداع الذاتي النابع من شخصية الكاتب.

2.              المقاربات العربية للكتابة:
بالإضافة إلى الإسهامات الغربية في مجال تعريف الكتابة والتنظير لقضاياها، كان للكتاب العرب كذلك محاولات نظرية ومشاريع قراءة تمثل إضافات حقيقية لا يمكن التغاضي عنها، ويمكننا الاكتفاء بثلاث مقاربات مختلفة: الشاعر والباحث وصاحب المشروع النقدي.

1.2.              الكتابة عمل انقلابي (نزار قباني):
 أما منظور الشاعر فنمثل له بنزار قباني الذي تحدث عن الكتابة باعتبارها "عملا انقلابيا" على أساس أن الشرط الأساسي في كل كتابة حقيقية وجديدة هو الشرط الانقلابي، وبغير هذا الشرط تغدو الكتابة تأليفا لما سبق تأليفه وشرحا لما انتهى شرحه ومعرفة بما سبق معرفته. ومع أن الكتابة لا تخلو من ممارسة مجموعة من العادات الكتابية إلا أن ذلك لا يعني أن تتحول الكتابة إلى عادة ، وإنما "الكتابة الحقيقية هي نقيض النسخ ونقيض النقل ونقيض المحاكاة (...) ومهمة الكاتب الانقلابي صعبة ودقيقة لأنها تتعلق بإلغاء نظام قائم أو إعلان نظام بديل"[12].

2.2.           الكتابة الثانية (منذر عياشي):
وأما منظور الباحث  فيمكن أن نمثل له بمنذر عياشي في كتابه اللافت بعنوانه "الكتابة الثانية وفاتحة المتعة"[13]، ورغم أن العنوان يوحي بأنه صدى لنظرية بارت في "لذة النص"، إلا أنه يتناول الكتابة من زوايا مختلفة ويتقصى مختلف دلالاتها والمسائل المتصلة بها. ولئن انطلق المؤلف مثل ديريدا من مقاربة الكتابة في علاقتها بالقراءة، باعتبارهما فعاليتين غير منفصلتين وما ذلك إلا لأن "الكتابة كلها قراءة في نصوص وأن القراءة كلها كتابة في نصوص. ومن هنا فإنه ما من شيء في الكتابة إلا والقراءة تقوله، وما من شيء في القراءة إلا والكتابة تسجله"[14]، فإنه لم يقف عند هذه الزاوية وإنما نظر إلى الكتابة من زوايا متعددة، ووقف على ما في هذه العملية من خصوصيات: منها تحرر المكتوب من كل سلطة خارجة عنه (السياسية، النقدية، الأدبية...) وتمرده على كل معيار أو تصنيف أو فكر سابق، وحتى اختراقه للزمن وقدرته على الاستمرارية. ومنها كذلك ارتقاء المكتوب من حيز الملفوظ المغلق إلى فضاء النص المنفتح والتعددي. ومنها كذلك تحول اللغة بدخولها عالم الكتابة إلى شكل وإشارة دالة على معان لا تنتهي وبذلك تصير الكتابة شرط اللغة في اكتشاف الذات وتحقيقها والحفاظ عليها. ليس هذا فحسب  بل هي أيضا شرط  المعرفة في تجليها لأنها ليست تعبيرا أو إبلاغا فحسب وإنما هي خاصة إبداع وكشف واكتشاف للمعارف والمعاني[15]

3.2. الكتابة عمل تحريضي ومضاد (عبد الله الغذامي):
وأما المنظور الثالث فيمثله صاحب المشروع النقدي وهو عبد الله الغذامي الذي وإن جاءت نظريته في الكتابة متفرقة على كتبه ومتراوحة بين التنظير والتطبيق، فإنه قد اختزل أبرز العناصر التي تعبر عن نظرته إلى الكتابة في بداية كتابه "الكتابة ضد الكتابة"، وذلك من خلال مفهومين أساسيين هما التحريض والتضاد. إن الكتابة في نظره "عمل تحريضي" لأنها "تحرض الذات ضد الآخر وهي في الوقت ذاته تحريض للآخر ضد الذات (...) إنها الكتابة الهدف والمنطلق: منها وإليها، والمنتصر الوحيد هنا هو الكتابة فهي الباقي بعد أن يفنى الكاتب الفاعل ويتغير القارئ المنفعل"[16]. والكتابة "عمل مضاد"  "من خلال مسعاها إلى تجاوز كل الآخرين ومحاولة نفيهم بواسطة اختلافها عنهم وتميزها عما لديهم. كما أنها عمل يتضاد مع الذات الكاتبة من حيث إن الكتابة كإبداع هي ادعاء كوني يفوق الذات الفاعلة ويتمدد من فوقها متجاوزا إياها وكاسرا ظروفها وحدوده (...) ويتحول الكاتب من فرد عادي إلى نموذج ثقافي". كما أن الكتابة تتضاد مع الذات "من خلال كونها عملا انتقائيا يصطفي من الفعل ومن الذاكرة أي من الذات أجمل ما فيها أو أقبح ما فيها. المهم أنه ينتقي منها أشياء وهو انتقاء لا يتم إلا بإلغاء أشياء أخر"[17]. ويخلص من كل ذلك إلى أن "الذات وهي تكتب إنما تفعل ذلك لكي تدل على كل ما هو مفقود منها (...) وكأنما الذات هنا تنفي نفسها من خلال الكتابة مثلما أنها تنفي الآخر بتجاوزها له، وفي كلتا الحالتين فإن الكتابة تقدم الاختلاف وتعرض الضد: الذات المختلفة في النص المختلف"[18].
خاتـــــــمـــــــة:
نخلص من هذه المقاربات المختلفة إلى أن ظاهرة الكتابة- مثلها مثل ظواهر عديدة أخرى كالنص والأدب والإبداع- مفهوم متعدد ومنفتح بقدر تعدد الممارسات الكتابية وانفتاح النصوص والنظريات النقدية. وسواء عرّفنا الكتابة على أنها الوجه الآخر للقراءة (جماعة تال كال، منذر العياشي) أو على أنها شكل من أشكال اللذة (بارت) أو باعتبارها اختلافا (جاك دريدا) أو عملا انقلابيا (نزار قباني) أو عملا تحريضيا ومضادا (عبد الله الغذامي) لا يمكننا في النهاية أن نحصر الكتابة بعناها الإبداعي والرمزي في بعد من هذه الأبعاد على وجاهتها وأهميتها، ولا يمكننا كذلك أن نقصر متصور الكتابة على هذه الجوانب والأبعاد كلها، إذ تعريفات الكتابة غير قابلة للحصر والإلمام، ثم إن الكتابة كما قلنا تبقى مفهوما منفتحا على ما سيأتي من مقاربات لا سيما وقد دخلنا عصر الثقافة الرقمية وقد أخذت مفاهيم جديدة تتشكل وتتأسس مثل النص الرقمي والكتابة الالكترونية وهي مفاهيم بدأت تستقطب اهتمام الباحثين والنقاد ويكفي شاهدا على ذلك أن نذكر الكتاب الذي أصدره الناقد سعيد يقطين تحت عنوان "من النص إلى النص المترابط مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي"[19]. غير أن امتناع الكتابة عن الانحصار في تعريف واحد أو حتى في أكثر من تعريف وتمردها على المفاهيم الحصرية والنهائية ليس بالضرورة دلالة على سلبية الكتابة أو تقصير النقاد، وإنما هي- في بعدها الإيجابي- ظاهرة صحية تمنح الكتابة مناعة ضد كل مظاهر الإسقاط والقصر والحصر والإكراه، وتجعل عملية التطور والتواصل ممكنة، ولو حوصرت الكتابة وحصرت في مفهوم نظري واحد مهما كان شاملا لكفّت الكتابة عن أن تكون كتابة بأي معنى من المعاني المقترنة بها ولتحولت إلى "تأليف" حسب مفهوم بارت، أو "شرح" و"عادة" و"نسخ" و"نقل" و"محاكاة" حسب عبارات نزار قباني.  

الهوامش:
[1]  رولان بارت: لذة النص. ترجمة منذر عياشي. مركز الإنماء الحضاري، 1992. ص 25.
[2]  نفسه. ص 29.
[3]  نفسه. ص 92.
[4]  جون ستروك: البنيوية وما بعدها. ترجمة محمد عصفور. عالم المعرفة، 1996. ص 87.
[5]  رولان بارت: الكتابة في درجة الصفر. ترجمة محمد نديم خشفة, مركز الإنماء الحضاري، 2009.
[6]  البنيوية وما بعدها. ص 79-80.
[7]  نفسه. ص 84
[8] ذهب دي سوسير إلى تفضيل اللغة المنطوقة على الكتابة، ذلك لأن الكتابة في نظره "تغتصب" اللغة وتدمرها، وأن "الكتابة تحجب رؤية اللغة: فهي ليست لباسا ولكنها تحريف وتزوير". ولم يكن ديريدا الوحيد الذي خالف سوسير في نظرته السلبية إلى الكتابة مقارنة بالمشافهة، فقد رد عليه كذلك هلمسلف معتبرا أن النص المكتوب بالنسبة إلى اللساني يحمل القيمة نفسها التي يحملها النص المتلفظ، كما رفض أن يرى سبقا للجوهر الكلامي على الجوهر الكتابي وبالتالي فهو لا يعتقد أن الجوهر الكتابي مشتق من الجوهر الكلامي. (منذر العياشي: الكتابة الثانية، ص 108/109).
[9] عرف تفضيل الكلام المنطوق على المكتوب منذ أفلاطون الذي اعتبر الكتابة تحريفا أو تشويها للكلام. واللافت أن أبرز اللسانيين يساندون هذا الرأي أولهم سوسير، ومنهم مارتينيه الذي يستند في موقفه إلى حجج منها أن كل البشر يتكلمون ولكن قل من يعرف الكتابة منهم، ومنها أن الأطفال يتعلمون الكلام قبل أن يتعلموا الكتابة بزمن طويل، ومنها أنه إذا كان ثمة انطلاق فيجب أن يكون من العبارة الشفوية وذلك لكي نفهم الطبيعة الواقعية للغة الإنسانية. (منذر العياشي: الكتابة الثانية. ص 109).    
[10] البنيوية وما بعدها. ص 195.
[11] الشفاهية والكتابية: والترج. أونج. ترجمة حسن البنا عز الدين. عالم المعرفة، الكويت، 1994، ص157.
[12] نزار قباني: الكتابة عمل انقلابي: منشورات نزار قباني، بيروت 1975، ص
[13]منذر عياشي: الكتابة الثانية وفاتحة المتعة"،المركز الثقافي العربي 1998.
[14] نفسه، ص 6.
[15] نفسه، ص 22/35.
[16] عبد الله الغذامي: الكتابة ضد الكتابة. دار الآداب بيروت، 1991, ص 7.
[17] نفسه، ص 7-8.
[18] نفسه، ص 8.
[19] سعيد يقطين: من النص إلى النص المترابط مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي. مكتبة بستان المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع 2004.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire